وسائط : المزاج : الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 295 نقاط : 196870 تاريخ التسجيل : 19/05/2014 الموقع :
موضوع: لـحـظـة حـُـب ... الأربعاء يوليو 02, 2014 7:46 am
في لحظة حب أحببتك ربى كما لم أحبك من قبل ... في لحظة حب أحببتك ربى كما لم أحب أحدا من قبل .... في لحظة حب أحببت بحبك كل من تحب .... في لحظة حب أحببت بحبك السماء والأرض ،
أحببت الطيور والزروع ، أحببت الجبال والبحار ، أحببت الأسماك في بحارها ، والمعادن في أرحامها وكل من خلقت .... أليسوا جميعا بحبك وحمدك يسبحون?
في لحظة حب أحببت دينك الذي ارتضيت ، ورسولك الذي بعثت ... وكتابك الذي أنزلت ، وكيف لي أن لا أحبهم ومن أجلنا فعلت ؟ أحببتهم حباً جديداً ... حباً كبيراً .... حباً عظيماً فوق حب ، في لحظة حب أحببت أسماءك الحسنى وصفاتك العلى ، تقدست ربى وتعاليت .... أحببتها حب فهم ومعرفة وذوق ...
في لحظة حب أحببت ندائك بيا حنان يا منان يا ودود يا لطيف ... وكيف لا وقد تفضلت ومننت ومن ألطاف جود المعاني وهبت ورزقت وأفضت ... في لحظة حب تفتحت أمامي أبواب رحمات واسعة غامرة فياضة مفعمة بكل معاني الحب .. الحب منك لكل عبادك .. وبدأت أفهم بعضا من معاني " الرحمن الرحيم " وبعضا من معاني دعاء أهل الكهف " ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا " فبرحمتك عشنا ، وبرحمتك وفيها نعيش وفى رحمتك نرجو أن تتغمدنا ، فرحمتك العامة وهب لكل الناس ورحمتك الخاصه وهب لمن تحب ، فاللهم أجعلنا ممن تحب .
في لحظة حب أحببت طاعتك ، وتلذذت بمناجاتك وعبادتك ، وعرفت أن من أحبك أطاعك ومن أطاعك أحبك، وفى لحظة حب كرهت معصيتك .... كيف يعصيك من أحبك ؟ بل هل يعصيك ابتداء محب ؟
تعصى الله وأنت تظهر حبه... هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته...إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يوم يبتديك بنعمة...منه وأنت لشكر ذاك مضيع
وفى لحظة حب أحببت القرب منك ... أحببت التودد إليك ، أحببت مناجاتك وحدي في جوف الليل أو وضح النهار ... أحببت اعتمادي عليك ... أحببت اعتضادي بك ، والارتكان إليك والارتماء على عتباتك ...
متبتلاً ....متذللاً .... متودداً .... متناسياً ما قد أهم .
لـحـظـة حـُـب في لحظة حب أحببت السجود لك ، أحببته حبا أنساني طوله فلم أشعر بالزمان لا المكان .على الأرض ؛ سجد الجبين ، وفى السماء ؛ حلقت الروح في عالم من جمال وروح وريحان ، وشعرت بنعمة الإسلام لك .... مساكين هؤلاء الذي لا يعرفون الاستسلام لك ، مساكين هؤلاء الذين لا يتلذذون بالسجود لك ... مساكين هؤلاء الذين يمرغون وجوههم في التراب لغير وجهك ... مساكين هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الحرية في الخضوع لك وحدك و السجود لجلال عظمتك .... لقد شعرت بسجودي هذا أنني أعلى من كل القيود ، وكيف لا وأنا أسجد لك ، وشعرت أنها سجدة الحرية الحقة التي تعتق النفس فيها من أغلال الأرض وقيودها وأحقادها ، فتحررت نفسي وروحي وعقلي وكل كياني وصرت بها حرا حرا .
وفى تلك اللحظة ... لحظة حب وخضوع ، فهمت قول الحبيب محمدا : " أرحنا بها يا بلال " كم كنت مرتاحا في حضرتك .... كم كنت مرتاحا في سجودي لك .... في تلك اللحظة الغالية ... لحظة حب . وفى لحظة حب شعرت كم أنت منى قريب قريب ، وأحسست بك تسمع كلامى وترى مكاني وتعلم حالي ، ففاضت عبراتي ، وارتعد القلب نشوة وحبا هاتفا بصوت كادت تتكسر منه الضلوع .... يا حبيبى يا الله ... يا الله يا حبيبي أمد بها الصوت مدا ... في نغم ساحر ، و نداء خاشع ، سكن به الجسد واطمأن به القلب وهدأت به الجوارح .. فى لحظة قدسية تمنيت لو كانت كل الحياة ... و كل الزمن.
عندما يكبر حب الله فى القلب تصغر كل الأشياء ، ويسمو ذاك القلب وتسمو الروح والأحاسيس والمشاعر ... يسمون جميعا فوق الدنيا ... ويرفرفون بأجنحة فضية فى أفق عال وسماء ، وتنزاح إكتئابات الدنيا وظلام الليل الدامس ، ويعود الفجر حثيثا يشرق فى القلب ويضئ الدنيا ؛ عملا وجهادا ... فى لحظة حب حرة من ضغط الأرض ، وقيد الأرض ، وفكر الأرض ، وشر الأرض ، وظلم الأرض ... تتفتح أزهار ، تورق أشجار ، وتخضر الأرض الموغلة فى البعد عن الله ... فيا كل الناس .... لحظة حب حرة تسرى فى القلوب ... تحييها من مواتها وتبعث فيها من جديد .... حياتها .
لـحـظـة حـُـب هنا في دنيا الناس ، توجد قلوب قد تحجرت ؛ منها من أخذ الدين رسوما جوفاء ، ومنها من عبد الله بخوف دون رجاء ، ومنها من أظلم قلبه بطغيان المادة أو المعصية سواء ، ومنها ومنها ..... فأنى لهؤلاء أن يعرفوا معاني الحب أو حال المحبين ؛ ولكن من رحمة رب العالمين أن تبقى فى كل زمان ومكان تلك الطائفة الوسطية التي تأخذ من كل شئ أحسنه ، فعمرت قلوبها بالحب قبل الخوف ، و بالرحمة قبل الغضب ، وأقفلت قلوبها عن الدنيا وإن جعلتها فى أيديها ، و مرت بتلك اللحظات ... وتلك الساعات الخالدات ..... لحظات الحب القدسي وساعاته ....
مرت بي تلك اللحظة ... لكنها ليست كباق اللحظات ... مرت سريعا لكنها بقت أثرا ومعنى ، مرت وتركتنى أنادى الحبيب وأضرع إليه مناجيا :
يا من يرى ما في الضمير ويسمع .. أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها.. يا من إليه المشتكي و المفزع
يامن خزائن رزقه في قول كن .. أمنن فإن الخير منك أجمع
مالي سوى فقرى إليك وسيلة.. فبالافتقار إليك فقرى أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة.. فلئن رددت فأى باب أقرع
ومن الذي أدعو و أهتف باسمه.. إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك أن تقنط عاصيا..الفضل أجزل والمواهب أوسع
اللهم لا تحرمني حبك ولا تسلبني محبتك واجعلني ممن أحببتهم ورضيت عنهم في تلك اللحظة .. وفى كل لحظة . آمين .
راقت لي جدا هذه الكلمات فجلبتها لكم بتصرف.. و اتمنى ان تروقكم انتم ايضا لانها تلامس القلوب..